مناورات مصر في البحر الأسود مع روسيا لحماية الممارات البحرية و حاملة المروحيات انور السادات

مناورات مصر في البحر الأسود مع روسيا لحماية الممارات البحرية و حاملة المروحيات انور السادات hqdefau 135
 

السطور القادمة بقلم الباحث في شئون الأمن القومي محمد حسن:

إنها قاطر النقل التعبوي الاستراتيجي للقوات خارج الحدود ومنصة الهجوم والانزال البرمائي وحاملة المروحيات والتشكيلات المشاة – الميكانيكي سريعة الحركة إنها درة البحرية المصرية العريقة حاملة المروحيات ميسترال.

صرح يشق الأمواج ويحمل اسمي زعيمين مصريين تولوا المسؤولية في ظروف الحرب المباشرة مع عدو لدود ينظر إلينا بسهام نارية من الحقد والغيرة ولا كف عن محاولات تفصيل ثوب التفوق الحضاري على مصر.

هل انقطعت الأحقاد والأطماع بمضي آلاف السنين؟ بالطبع لا بل؛ زادت وطأة نظرة الطمع والاستهانة بالأمة المصرية ومقدراتها وارتآى للبعض أن صمتها وإيثارها للغموض رغم مكابدتها لثورتين عارمتين؛ إشارة لضعف وفرصة حاسمة للانقضاض وتطويع الأمة المصرية ومقدراتها ضمن مشاريع التوسع العقائدية الثلاثة بالمنطقة.

فسرعان ما انبرت القاهرة وفي ظرف خمسة أعوام في برنامج تحديث شامل لأفرع قواتها المسلحة نالت منه البحرية المصرية نصيب الأسد فكان أبرز ضيوفها حاملات المروحيات وسفن الانزال والهجوم البرمائي "ميسترال".

مثل قدوم الميسترال للبحرية المصرية ثورة نوعية على صعيد المستوى التدريبي والتخطيطي والتسليحي للقوات المسلحة عامة والبحرية خاصة. حيث فرض قدومها ضرورة توفير مظلة تأمين بحرية متكاملة لها بيد أن الميسترال فور قدومها أصبحت للتو هدفاً استراتيجيا عائماً. هنا جاء المُخطِط العسكري المصري ليبرز رؤيته الفذة وغير النمطية لشكل وماهية مظلة الحماية للميسترال والأساطيل المصرية الناشئة شمالاً وجنوباً فتم التعاقد على سلسلة من الصفقات البحرية التي يطول الحديث في تفاصيلها لكنها اشتملت على تدعيم القدرة البحرية المصرية بأسطول جديد من الغواصات الألمانية الهجومية "تايب 209" وفرقاطة وكورفيتات شبحية فرنسية (فريم –جويند) علاوة على فرقاطات إيطالية "بيرجاميني" وألمانية "ميكو إيه200". لتكتمل بذلك مظلة حماية فوق المياه من اجمالي فرقاطات شبحية متعددة المهام وغواصات في الأعماق تُؤمِّن. ومن فوقهما تشكيلات مرعبة من الطيران المروحي "كاموف" وتشكيلات المشاة- الميكانيكي.

ولأول مرة يتصدر السلاح الهجومي مجمل تجهيزات الجيش المصري وتنتقل البحرية المصرية من بحرية تأمين سواحل إلى بحرية زرقاء قادرة على ارتياد أعالي البحار وتعبئة ونقل قوات بحجم جيوش مصغرة خفيفة الحركة عظيمة القدرة النارية.

لماذا إذن كل هذا الكم من السلاح؟ ولماذا يبدو في معظمه هجومياً؟

كان هذا السؤال الذي تردد في أذهان النخبة الحقوقية الخرقاء وذيولهم ممن سلموا عقولهم لماكينات الحرب النفسية المتقنة للملالي في طهران والأغا السفاح في إسطنبول. كان هذا قبل أن تندلع التوترات في شرق المتوسط وتبدأ أنقرة في محاولة فرض نفسها بالقوة على الأمم الأقل منها قوة. كان ذلك قبل أن يندلع سباق تسلح بصورة رسمية في شرق المتوسط.. هنا كان المُخطِط العسكري المصري وخلفه القيادة السياسية تدرك أبعاد المشهد منذ فترة بعيدة.

إذن سلاح هجومي وضخم كما وكيفا.. كيف نستوعب إمكاناته؟.. الإجابة في كلمة واحدة "التدريب".

وكيف نصل لأعلى مستوى للتدريب؟..

بالمناورات العسكرية الأحادية والمشتركة مع الدول الصديقة والحليفة صاحبة الخبرات المعتبرة في مهام عدة تبدأ من تأمين السواحل مروراً بالتصدي للعدائيات وصولاً للحرب المباشرة.

هنا أضحت ساحة المتوسط مسرحاً لأكثر من 10 مناورات مصرية منذ العام 2015 حتي الان. مناورات بحرية تمت مع قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا.

أعمال تأمين الممرات الملاحية والمضائق مرافقة السفن عالية القيمة تأمين السواحل فرض السيادة البحرية التناوب علي استهداف العدائيات مع مختلف الافرع الميدانية. الاندماج في تكتيكات الحرب المشتركة.. كلها كانت محاور التمرينات المشتركة والمناورات العسكرية طوال الخمس سنوات الماضية تحديداً.

بيد أنه بالمناورات العسكرية مع الجانب الروسي في نسق قوات المظلات مع الجانب الروسي في العام 2016 في المنطقة الشمالية الغربية شهدت القوات المسلحة المصرية ولادة جديدة لقوتها المحمولة جواً إذ تم اكتساب القدرة على الإسقاط الحر للمدرعات. وبات للقوات المسلحة المصرية القدرة على اختصار العامل الجغرافي والتوجه لقلب الصحاري المجاورة بعتاد ثقيل قادم من السماء.

ولما جاء التُرك بغرب ليبيا وتوهموا أن بمقدورهم تهديد الخاصرة الجنوبية الغربية المصرية رُسِم لهم خطا احمر فقط بقوة اللسان لم تُرسل قوات.. فقط إعلان مصري شفاهيةً بأن تجاوز هذا الخط يعني اختبار القوة والجاهزية المصرية وهو اختبار تنعدم معه فرص النجاة واستمرار المغامرات..

العمق بالعمق.. قاعدة مصرية عسكرية أصيلة تناسب التعامل مع عدو ليس له جذور حضارية وتاريخية. تناسب التعامل مع عدو لا يعرف سوي لغة القوة.. قوة الخيالة والفيالق المدرعة.. وليس قوة الضمير والقيم..

أكثر من 10 مناورات عسكرية كبيرة في فترة زمنية قصيرة كانت تُجهز البحرية المصرية للتعامل مع كافة التهديدات وهضم واستيعاب مختلف المدارس البحرية ونظم القيادة والسيطرة..

من مناورات حديثة مع إسبانيا في البحر المتوسط .. لمناورات مزمعة مع البحرية الروسية في البحر الأسود هنالك رسالة مفادها: ما من شيء ليس بإمكاني أن أطاله.. والغلبة لمن سيطر على البحر والمعلومة.. وأحرز انتصارات دون أن يطلق رصاصة واحدة..