سلطت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية الضوء على تخلص حكومة أردوغان من العديد من الضباط الكبار وتسريح أكثر من 300 طيار لمقاتلات (F-16) مشيرة إلى أن ذلك جعل الجيش التركي لا يُشكل تهديدًا سياسيًا وعزز الحكم الاستبدادي لأردوغان الذي سجن العديد من الصحفيين.
وأشارت المجلة في تقريرها إلى التكلفة الكبيرة التي يتطلبها تدريب الطيارين المقاتلين بخلاف الخبرة التي لا تقدر بثمن لطيار مخضرم كان يطير لسنوات وهذا هو السبب في أن القوات الجوية الأمريكية مستعدة لتقديم مكافآت تصل إلى نصف مليون دولار؛ للاحتفاظ بالطيارين المقاتلين من ذوي الخبرة.
وأكدت المجلة أن الأمة التي ترمي طياريها المقاتلين في السجن لا تهدر المال فحسب بل إنها تهدر أيضًا موردًا قيمًا للغاية ولكن لدواعٍ سياسية قامت الحكومة التركية بتطهير قواتها الجوية بشكل سيئ لدرجة أنها بالكاد تستطيع تسيير مقاتلاتها من طراز إف -16.
وبدأت المشكلة -بحسب ناشيونال إنترست- في 15 يوليو 2016 عقب محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أطلق على إثرها حملة للانتقام من خصومه وتم سجن الآلاف.
ومع احتدام الحرب في سوريا واستيلاء القوات التركية على أجزاء من شمال سوريا كان الجيش التركي منشغلًا بتطهير صفوفه من الطيارين المقاتلين والتي تضمنت قائد طائرة (إف -16) التي أسقطت طائرة روسية فوق سوريا.
تعويض النقص
وتسعى الحكومة التركية لتعويض النقص في كادر الطيارين المقاتلين لكن واشنطن رفضت طلبًا من أنقرة إرسال مدربي طيران أمريكيين رغم أن الطيارين الأتراك يتلقون تدريبات طيران أساسية في الولايات المتحدة.
وقد سعت تركيا للحصول على المساعدة من باكستان التي تستخدم أيضًا طائرات (إف -16) رغم أن تدريب الطيارين الأتراك قد ينتهك قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية.
وفي علامة تدل على اليأس أصدرت الحكومة التركية مرسومًا يهدد 330 من الطيارين السابقين بإلغاء رخصة قيادتهم المدنية إن لم يعودوا إلى الخدمة بالقوات الجوية لمدة 4 سنوات
صواريخ S400
وأضافت المجلة أن تركيا تسعى لشراء منظومة الصواريخ (S-400) طويلة المدى والمضادة للطائرات من روسيا وهو الأمر الذي يؤدي إلى تصعيد التوترات بين واشنطن وأنقرة بشأن سوريا وقضايا أخرى.
وأيضًا وقعت تركيا اتفاقية مع شركة يوروسام لتطوير صاروخ طويل المدى مضاد للطائرات.
وحول سبب الاهتمام التركي المفاجئ بصواريخ أرض جو نقلت عن المحلل التركي فيردا أوزر قوله إنه في أعقاب محاولة الانقلاب ومع عمليات التطهير في صفوف القوات المسلحة التركية كان هناك انخفاض في عدد طياري F-16 ما خلق حاجة لتطوير دفاعنا الجوي فهذا هو سبب شراء S-400.
ورأت المجلة أن منظومة صواريخ (S-400) لن تحل تمامًا مشاكل تركيا في مجال الدفاع الجوي.
ويضيف أوزر أنه بما أن منظومة S-400 الروسية لا يمكن دمجها في البنية التحتية للناتو فلا يمكن استخدامها في الدفاعات الصاروخية؛ ومن هنا تحتاج تركيا إلى منظومتين هما S-400 لإسقاط طائرة معادية وصاروخ يوروسام لاعتراض الصواريخ الباليستية.
واختتمت المجلة بالقول إنه ربما كان الأسهل لتركيا عدم التخلص من طيارين F-16.